6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى

Transkript

1 6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى أثار هبوط أسعار النفط من خالل تأثيره السلبي على االقتصادات املعتمدة على النفط تساؤالت بشأن استقرار القطاع املايل يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى. وتظهر اخملاطر بوضوح أكبر يف البلدان املصدرة للنفط يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى والبلدان غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا حيث تفاقم التأثير الناجم عن صدمة أسعار النفط بفعل التداعيات من التطورات االقتصادية يف روسيا وصدمات أخرى يف سياق ازدادت فيه بالفعل مواطن الضعف لدى البنوك. ومع بقاء أسعار النفط على مستواها املنخفض يمكن أن تدخل بعض البنوك يف حالة عسر ال سيما يف البلدان التي ال يتوفر فيها سوى جمال حمدود للسياسات املضادة لالجتاهات الدورية و/أو تتسم أطرها التنظيمية والرقابية بالضعف. وحتى يتسنى تخفيف حدة اخملاطر التي تهدد االستقرار املايل فمن الضروري مواصلة السياسات االقتصادية الكلية السليمة وتكثيف اإلشراف الرقابي وتعزيز أطر السالمة االحترازية وأطر إدارة األزمات واحلد من مكامن اخلطر يف البنوك ال سيما الدولرة. تترتب على تراجع أسعار النفط انعكاسات مهمة بالنسبة القتصادات منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى وقطاعاتها املالية. ففي البلدان املصدرة للنفط يؤدي انخفاض أسعار النفط إىل إضعاف امليزانيات العمومية لشركات النفط واحلكومات ويزيد من خماطر االئتمان وخماطر السيولة للبنوك من خالل تأثيره السلبي على االقتصاد ككل. ويف البلدان التي تملك فيها احلكومة أو شركات النفط حصص األغلبية يف البنوك املصنفة مثل بلدان جملس التعاون اخلليجي يمكن أيضا أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إىل إضعاف القوة اجلوهرية للبنوك ورفع تكاليف التمويل للبنوك التي تلجأ اىل األسواق الدولية لتمويل أنشطتها. ويف البلدان املستوردة للنفط يترتب على انخفاض أسعار النفط تأثير إيجابي على االقتصاد ولكن يمكن أن تؤدي التداعيات السلبية من شركاء التجارة املعتمدين على النفط إىل انتقاص هذه املنافع جزئيا. ويؤدي وقوع صدمات متزامنة أخرى مثل اشتداد الصراعات يف عدد من البلدان غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا أو التداعيات من روسيا إىل منطقة القوقاز وآسيا الوسطى إىل زيادة تأثير انخفاض أسعار النفط. ويناقش هذا الفصل تأثير حدوث انخفاض مستدام يف أسعار النفط على االستقرار املايل يف بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى كما يناقش السياسات التي تهدف إىل تخفيف حدة اخملاطر االقتصادية الكلية. وهو يحدد القنوات الرئيسية النتقال اآلثار ومواطن إعداد إينوتو لوكونغا )رئيس الفريق( ومعز السويسي ومساهمات من قصي الكنيزي وكيي شونغ وبريثا ميترا ورفيق سليم وسعد قيوم وأندريا سانتوس وبرونو فرساي. وقدم الدعم البحثي مارك فيشر وغريغوري هادجيان وبرايان هيالند وجوناه روزنثال. الضعف وحلقات اآلثار املرتدة التي يمكن أن تعظم من تأثير تراجع أسعار النفط على النظم املصرفية وكذلك ثغرات البيانات التي يمكن أن تعيق الرقابة الفعالة على القطاع املايل. ويناقش هذا الفصل أيضا خيارات السياسات لتخفيف حدة اخملاطر املالية الكلية للبنوك. ويغطي التحليل 21 بلدا منها 14 بلدا مصدرا للنفط وسبعة بلدان مستوردة له. وتم استبعاد ليبيا والسودان بسبب قصور البيانات. وبالنسبة للبلدان املستوردة للنفط اقتصر التحليل على البلدان التي يعد شركاؤها التجاريون الرئيسيون مصد رين صافيين للنفط. كيف يمكن أن يؤثر انخفاض أسعار النفط على النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى يف جملس التعاون اخلليجي يمثل تباطؤ اإلنفاق احلكومي خطرا رئيسيا على النظم املصرفية ولكن حتى اآلن جرى احتواؤه. فاإلنفاق احلكومي على البنية التحتية هو القوة الدافعة لنمو إجمايل الناجت احمللي غير النفطي والقروض املصرفية املقدمة لكيانات القطاع العام ومقاويل القطاع اخلاص الذين يؤثر أداؤهم بدوره على خماطر االئتمان لدى البنوك. أما القوة الدافعة للقروض املصرفية املقدمة لألسر املعيشية فهو نمو األجور يف القطاع العام. ونظرا ألن معظم بلدان جملس التعاون اخلليجي لديها احتياطيات وقائية كبيرة فإن تباطؤ اإلنفاق احلكومي فيها استجابة النخفاض أسعار النفط يتوقع أن يكون تدريجيا مما يحد من خماطر االئتمان )الفصل 4(. وعالوة على ذلك فقد تم تعزيز أطر السالمة االحترازية لتمتثل لقواعد اتفاقية بازل الثالثة. ويبقى مع ذلك شاغل وهو أنه من املمكن أن تتعاظم خماطر السيولة نتيجة الرتفاع تركزات القروض املقدمة ألفراد من املقترضين و/أو 56

2 6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة MENA وCCA الشكل البياني ٦-١ منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى: مواطن الضعف في النظم الفية الاعتماد على وداي ع القطاع العام المتصلة بالنفط (وداي ع القطاع العام من مجموع الوداي ع نهاية ( ٢ ١٤ ٥٠ ٠ الانكشاف المباشر على قطاعي العقارات والتشييد (الرهون العقارية والقروض العقارية وقروض التشييد من مجموع القروض نهاية ( ١ ١٤ طاجيكستان قرغيزستان أرمينيا جورجيا أذربيجان كازاخستان أوزبكستان تركمانستان Non-GCC MENAOI CCAOE CCAOI MENAOE الدولرة في الميزانيات العمومية للبنوك (الوداي ع/القروض بالعملات الا جنبية من مجموع الوداي ع/القروض آخر بيانات متاحة) ٨٠ ٨٠ ٤٥ الاي تمان الفي المقدم للقطاع الخاص (التغير السنوي متوسط الفترة ١٢-١٤) كازاخستان أذربيجان القروض الوداي ع CCAOE العراق إيران تركمانستان Non-GCC MENAOE قرغيزستان طاجيكستان أرمينيا جورجيا تركمانستان أوزبكستان أذربيجان كازاخستان MENAOI CCA OE CCA OI طاجيكستان أرمينيا جورجيا قرغيزستان تركمانستان أذربيجان كازاخستان أوزبكستان MENAPOI CCA OE CCAOI Non-GCC MENAOE المصادر: السلطات الوطنية وتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي. :Non-GCC MENAOE البلدان المصدرة للنفط في منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا خارج :MENAOI البلدان المستوردة للنفط في منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا :CCAOE البلدان المصدرة للنفط في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى :CCAOI البلدان المستوردة للنفط في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى. ١ يشمل فقط انكشاف القروض. ولا يو خذ الانكشاف غير المباشر عن طريق الضمانات او الاستثمارات في الاعتبار. ٢ تشمل الوداي ع الحكومية ووداي ع القطاع العام الا خرى. لقطاعات بعينها ال سيما القطاعات احلساسة حلركة الدورة االقتصادية مثل القطاع العقاري وقطاع التشييد )الشكل البياين 1-6(. 1 وبالنظر إىل املصداقية املتصورة لربط أسعار الصرف تكون خماطر أسعار الصرف حمدودة. 1 تظل انكشافات البنوك غير المباشرة للقطاع العقاري كبيرة من خالل الضمانات ومن خالل االستثمارات المتنامية للقطاع الفي اإلسالمي. وال ترصد القياسات الحالية االنكشافات غير المباشرة للقطاع العقاري ال سيما في البلدان التي يكون للبنوك اإلسالمية فيها وجود كبير ألنه يسمح للبنوك بإنشاء شركات فرعية ألغراض االستثمار. وتكون خماطر االستقرار املايل أعلى يف البلدان املصدرة للنفط غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا. وال تزال مواطن الضعف كبيرة يف البنوك يف حين تظل القدرة على احلد من اخملاطر حمدودة بشكل عام بسبب ضآلة االحتياطيات الوقائية أو عدم القدرة على استخدامها وضعف أطر السالمة االحترازية الكلية وأطر إدارة األزمات أو عدم وجودها أساسا. ففي اجلزائر والعراق تتزايد خماطر االئتمان والسيولة على حد سواء نتيجة العتماد البنوك على الودائع املرتبطة بإيرادات النفط )الشكل البياين 1-6( وانكشافها للمؤسسات اململوكة للدولة التي يدفع النفط أداءها على خلفية ضعف حوكمة الشركات لكل من البنوك 57

3 آفاق االقتصاد اإلقليمي: الشرق األوسط وآسيا الوسطى واملؤسسات اململوكة للدولة. ويف إيران يؤدي نفوذ الدولة يف النظام املصريف للبلد يف الغالب إىل إضعاف معايير تقديم التمويل وهو ما يهدد جودة األصول. والقطاعات املصرفية يف العراق و منكشفة أيضا خملاطر االئتمان السيادي وخماطر السيولة الناشئة عن االنكشافات الزائدة لالئتمانات املقدمة للحكومات املعتمدة على النفط التي ضعفت مراكزها املالية. ويؤدي وجود ثغرات يف أطر السالمة االحترازية إىل احلد من جمال تخفيف حدة اخملاطر. ويف البلدان املستوردة للنفط يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا تواجه النظم املصرفية انكشافات لصدمات أسعار النفط من خالل روابطها بالبلدان املصدرة للنفط ال سيما بلدان جملس التعاون اخلليجي. وتدعم التحويالت الواردة من بلدان اجمللس )اإلطار 1-2( السيولة يف النظم املصرفية وأسواق النقد األجنبي ال سيما يف األردن و وبدرجة أقل يف وحتصل األخيرة على منح رسمية كبيرة من جملس التعاون اخلليجي. ويمكن أن تؤدي مستويات الدولرة الكبيرة )الشكل البياين 1-6( وتزايد نسبة القروض املتعثرة وشدة انكشاف البنوك للدين السيادي إىل زيادة خماطر االستقرار املايل يف حالة حدوث تباطؤ حاد يف اقتصادات جملس التعاون اخلليجي. كما أن االنكشاف كبير لقطاعي العقارات والتشييد احلساسين للتغيرات الدورية يف بعض البلدان. ومع وجود ثغرات يف أطر السالمة االحترازية تصبح اخملاطر أعلى. وتتأثر النظم املصرفية يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى من خالل قنوات متعددة للمخاطر. فالتأثير الناجم عن انخفاض أسعار النفط إىل جانب التداعيات من تباطؤ النشاط االقتصادي يف روسيا وانخفاض أسعار صرف العمالت اخملتلفة )الفصالن 3 و 7( والزيادات التي حصلت يف أسعار الفائدة استجابة الرتفاع معدل التضخم يف بعض البلدان مل تسفر فقط عن زيادة خماطر االئتمان والسيولة وإنما أدت أيضا إىل زيادة خماطر أسعار الصرف واملالءة للبنوك يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى. وتؤدي استراتيجيات التمويل لدى البنوك القائمة على وساطة الودائع الدوالرية واإلقراض بالعملة األجنبية ملقترضين يفتقرون إىل التغطية التحوطية النكشافاتهم بالعمالت األجنبية إىل زيادة اخملاطر التي تواجهها البنوك. وإضافة إىل ذلك أدى النمو السريع يف االئتمان املقدم للقطاع اخلاص يف السنوات السابقة على صدمة أسعار النفط األخيرة يف أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وجمهورية قيرغيزستان وطاجيكستان إىل زيادة احتماالت تدهور جودة األصول يف االقتصادات املتباطئة. 2 2 يعكس النمو في االئتمان الى حد ما آثار تغير أسعار صرف العمالت وهو ما يعني ضمنا أن عبء الدين على المقترضين بالعملة األجنبية قد زاد بصورة كبيرة مما يرفع من احتماالت التقصير عن السداد. وتزيد أيضا خماطر االئتمان نتيجة لضعف احلوكمة لدى البنوك واملؤسسات اململوكة للدولة املتلقية لالئتمان )طاجيكستان(. وتؤدي حاالت التأخير يف تسوية القروض املتعثرة املوروثة من فترات ماضية ومشكالت املالءة التي تعانيها بعض البنوك إىل زيادة حدة اخملاطر على االستقرار يف عدد من البلدان )أذربيجان وكازاخستان وطاجيكستان(. وعالوة على ذلك يمكن أن يؤدي وجود ثغرات مهمة يف أطر السالمة االحترازية وأطر إدارة األزمات إىل احلد من جمال التسوية املنظمة للمشكالت التي تواجهها بعض البنوك يف حال حتقق تلك اخملاطر. كيف تأثرت سالمة البنوك حتى اآلن منطقة القوقاز وآسيا الوسطى تبين مؤشرات السالمة املالية األخيرة إىل تراجع سالمة البنوك لدى عدد من بلدان القوقاز وآسيا الوسطى )الشكل البياين 2-6(. 3 فاالجتاه العام يشير إىل تزايد نسب القروض املتعثرة مع تراجع الربحية ورغم أن نسب كفاية رأس املال ال تزال مرتفعة فإنها تتراجع حاليا يف معظم البلدان. 4 واتسعت املراكز املكشوفة بالنقد األجنبي ومن ثم أدى انخفاض أسعار الصرف إىل زيادة خسائر إعادة التقييم وتناقص رأس املال إضافة إىل نشوء خماطر ائتمان غير مباشرة من املقترضين بالعملة األجنبية. وتراجع أيضا نمو االئتمان املقدم للقطاع اخلاص يف جميع بلدان منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ال سيما بالقيمة احلقيقية للدوالر. وربما تهون املؤشرات اجململة املعاصرة من تقدير مدى التدهور يف سالمة البنوك. ومن املرجح أن تنعكس الصدمات االقتصادية األخيرة يف أعداد القروض املتعثرة مع فترة تأخير. وقد بدأت بعض البنوك يف إعادة هيكلة قروضها )أرمينيا وأذربيجان وكازاخستان(. وهناك مبالغة يف تقدير قوة امليزانيات العمومية للبنوك بسبب أوجه القصور يف تصنيفات القروض ورصد اخملصصات لها )أذربيجان وكازاختسان وطاجيكستان( والقيام بحذف بعض القروض 3 في بعض الحاالت تؤثر الفروق في تعريف مؤشرات السالمة المالية و/أو قياسها إمكانية مقارنتها عبر البلدان. 4 تبدو النظم الفية في أوزبكستان وتركمانستان حيث ظل النمو االقتصادي قويا أكثر استقرارا. 58

4 6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة MENA وCCA الشكل البياني ٦-٢ منطقة القوقاز وآسيا الوسطى: التطورات الا خيرة في سلامة وأداء النظم الفية ٣٥ ٢٥ ٥ القروض المتعثرة نسب كفاية رأس المال ( من مجموع القروض) ( من الا صول المرجحة با اطر) يونيو ١٤ آخر بيانات متاحة يونيو ١٤ آخر بيانات متاحة ٢٥ ٥ الاي تمان الفي المقدم للقطاع الخاص (التغير السنوي ) أوزبكستان كازاخستان أذربيجان طاجيكستان قرغيزستان جورجيا أرمينيا دولرة الوداي ع (الوداي ع بالنقد الا جنبي من مجموع الوداي ع) حتى آخر بيانات متاحة ١٣ ١٤ نسبة الوداي ع بالنقد الا جنبي إلى القروض ( ) ٠ أوزبكستان كازاخستان أذربيجان طاجيكستان قرغيزستان جورجيا أرمينيا أرمينيا جورجيا قرغيزستان طاجيكستان أذربيجان كازاخستان ٨٠ ٥٠ كازاخستان أذربيجان طاجيكستان قرغيزستان جورجيا أرمينيا ديسمبر ١٤ يونيو ١٤ ديسمبر ١٣ يونيو ١٣ ديسمبر ١٢ المصادر: السلطات الوطنية وتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي. من أرصدة القروض املتعثرة. 5 ويشير حتليل كل بنك على حدة أيضا إىل تشتت أداء البنوك. 6 وكان النخفاض أسعار الصرف تأثير سريع وعميق بوجه خاص على سالمة النظم املصرفية وذلك بسبب مستويات الدولرة الكبيرة يف امليزانيات العمومية للبنوك واملقترضين. ورغم أن تخفيض أسعار الصرف ساعد على احلفاظ على 5 في كازاخستان يتم في الغالب تعزيز القروض الفية بضمانات عقارية إال أن البنوك ال تعيد تقييم الضمانات في الوقت المناسب وتستند التقديرات عموما إلى أسعار مرتفعة سابقة. كذلك يعزى التراجع األخير في نسب القروض المتعثرة إلى سحب ترخيص مزاولة العمل الفي من بنك BTA Bank JSC وحذف عقبتي الضرائب والمحاسبة وغيرها من العقبات القانونية لعمليات الشطب والتحويالت لكيانات ذات غرض خاص وليس إلى تحسن جودة األصول. وفي أذربيجان هناك تهوين في تقدير نسب القروض المتعثرة ألن الجزء غير المسدد من األصل والفائدة فقط ولس مقدار القرض الكامل هو الذي يدرج في بيانات القروض المتعثرة. االحتياطيات 6 الدولية وحتسين مراكز املالية العامة فإن االنخفاضات الفعلية واملتوقعة يف أسعار الصرف تسببت يف دولرة الودائع مع خفض الطلب على القروض بالعمالت األجنبية )الشكل البياين 2-6(. ويؤدي اتساع عدم التوافق يف مراكز العمالت بين األرصدة واخلصوم املصرفية إىل زيادة خسائر إعادة التقييم التي تنتقص من رؤوس أموال البنوك وتقيد القروض بالعملة احمللية يف غياب أدوات التحوط التي 6 في أذربيجان وكازاخستان انخفض مستوى رأس المال في بضع البنوك دون الحد القانوني في حين تراجع التناقص في رأس المال الفي في أرمينيا نتيجة لضخ رؤوس أموال جديدة امتثاال لرأس المال اإللزامي القانوني الجديد. وفي طاجيكستان أدى وضع ودائع حكومية وودائع بالنقد األجنبي من بنك طاجيكستان الوطني في بنوك فية طوال عام 2014 إلى دعم سيولة عدة بنوك )راجع التقريرين اليين لصندوق النقد الدولي 241/15 و 65/15 والنشرتين الصحفيتين 265/15 و.)268/15 59

5 آفاق االقتصاد اإلقليمي: الشرق األوسط وآسيا الوسطى تسمح بتغطية االنكشافات. وأدى أيضا انخفاض سعر الصرف إىل زيادة خماطر االئتمان غير املباشرة بين املقترضين بالعملة األجنبية. وأدى ارتفاع دولرة الودائع وهروب الودائع والسياسات الرامية إما إىل إنهاء انخفاض سعر الصرف أو التضخم إىل تشديد أوضاع السيولة بالعملة احمللية يف عدد من البلدان )أرمينيا وكازاخستان(. واستهدفت استجابات السياسات موازنة األهداف املتمثلة يف تيسير تصحيح أوضاع االقتصادات للتكيف مع الصدمات اخلارجية الكبيرة مع احلفاظ على االستقرار املايل )اإلطار 2-3(. وإضافة إىل تدابير التدخل أو التدابير اإلدارية الرامية إىل تخفيف حدة ضغوط أسعار الصرف قامت عدة بلدان )أرمينيا وأذربيجان وكازاخستان( بتوفير السيولة للبنوك وسط تقلب الودائع أو حماولة تيسير أوضاع السيولة بوجه عام من خالل خفض االحتياطي اإللزامي )أذربيجان( أو وضع الودائع احلكومية والودائع بالنقد األجنبي يف بنوك جتارية )طاجيكستان(. وانتهجت تدابير أخرى شملت استخدام مبادالت النقد األجنبي إلتاحة القدرة على التحوط من انكشافات الودائع املقومة بالعملة احمللية»التنغي«يف حالة كازاخستان وزيادة االحتياطي اإللزامي بالنقد األجنبي ملعاجلة ارتفاع دولرة الودائع وزيادة رأس املال اإللزامي للبنوك )أرمينيا( وخفض االحتياطي اإللزامي خلسائر القروض بالنسبة للقروض املعاد هيكلتها )أذربيجان(. 7 منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا أبدت النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا قدرة أكبر على الصمود إجماال إال أن هناك حالة عدم جتانس كبيرة بين البلدان من حيث أداء البنوك ومواطن الضعف فيها )الشكل البياين 3-6(. وال تزال نسب كفاية رأس املال مرتفعة ونسب القروض املتعثرة منخفضة باستثناء البلدان التي كانت مستويات القروض املتعثرة فيها مرتفعة قبل وقوع الصدمات األخيرة. وقد بدأ نمو الودائع يف البلدان املصدرة للنفط )اجلزائر وإيران وعمال و واململكة العربية واإلمارات العربية املتحدة( يعتدل ولكن ال تزال السيولة املصرفية مرتفعة. إال أن وتيرة االئتمان تتراجع يف الوقت احلايل عدا يف حيث يتزايد الطلب على االئتمان 7 يمكن أيضا أن يؤدي خفض المخصصات للقروض التي أعيدت هيكلتها إلى تشجيع البنوك على إعادة التفاوض بشأن القروض مع المقترضين بدال من قيد قروض متعثرة جديدة. تدفعه االستثمارات يف املرحلة السابقة على تنظيم مسابقة كأس العامل لكرة القدم وواصلت القطاعات املصرفية يف بلدان جملس التعاون اخلليجي أداءها القوي على نحو دل على صالبة األساسيات االقتصادية وانخفاض مستويات مكامن اخلطر يف البنوك. ورغم أن صدمة أسعار النفط انتقصت من فوائض املالية العامة واحلسابات اخلارجية فقد ظل تأثيرها على النشاط االقتصادي حمدودا نظرا ألن وجود احتياطيات مالية كبيرة أتاح للحكومات تفادي خفض اإلنفاق العام بصورة حادة مما عزز من ثقة املستهلكين واملستثمرين وخفف من حدة تراجع أسعار األسهم يف البورصات احمللية )الفصالن 1 و 4(. ويوجه اإلقراض املقدم لألسر املعيشية ملوظفي القطاع العام بصورة غالبة نظر لعدم تأثر دخولهم بتراجع أسعار النفط. واستفادت البنوك مع وفرة الودائع بالتجزئة يف حين أدى توافر التمويل إىل احتواء عمليات السحب التي تقوم بها احلكومة من الودائع املصرفية. ويف البلدان املصدرة للنفط غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا كان أداء القطاعات املصرفية متباينا مما دل على وجود مكامن خطر هيكلية قبل وقوع صدمة أسعار النفط. ففي اجلزائر انخفض سعر الصرف وتباطأ النشاط االقتصادي إال أن الضوابط املفروضة على انكشافات البنوك ألسعار الصرف والقيود اإلدارية على اإلقراض لألسر املعيشية كبحت خماطر أسعار الصرف وخماطر االئتمان لدى البنوك. ويف إيران ظهرت توترات يف النظام املصريف نتيجة آلثار العقوبات وملسائل تتعلق بحوكمة البنوك يف حين كان تأثير انخفاض أسعار النفط أقل وضوحا. ويف العراق أدى تباطؤ النشاط االقتصادي وأزمة املالية العامة الناشئان عن انخفاض أسعار النفط وتمرد تنظيم الدولة اإلسالمية يف العراق والشام إىل زيادة خماطر االستقرار املايل مع زيادة عمليات تمويل املالية العامة من البنوك. ويف أدى انخفاض أسعار النفط إىل جانب اشتداد الصراعات إىل إضعاف مركز املالية العامة وزيادة حدة خماطر االئتمان السيادي وخماطر السيولة للبنوك بسبب انكشافات البنوك الكبيرة على الديون احلكومية. واستفادت النظم املصرفية يف البلدان املستوردة للنفط يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا من التطورات األخيرة يف األداء االقتصادي. وأدى انخفاض أسعار النفط إىل احلد من خماطر املالية العامة يف حين ساعد استمرار نمو اإلنفاق العام يف بلدان جملس التعاون اخلليجي على احلفاظ على مستوى التدفقات الداخلة من حتويالت العاملين ودعم سيولة املصارف. 60

6 6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة MENA وCCA الشكل البياني ٦-٣ منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا: التطورات الا خيرة في سلامة وأداء النظم الفية ٢٥ احتياطيات رأس المال ( من الا صول المرجحة با اطر) ديسمبر ١٤ أو آخر بيانات متاحة يونيو ١٤ يونيو ١٤ القروض المتعثرة ( من مجموع القروض) ديسمبر ١٤ أو آخر بيانات متاحة ٥ ٥ العراق إيران منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا خارج الاي تمان الفي المقدم للقطاع الخاص (التغير السنوي ) ١٣ ١٤ ١٣ ١٤ ٣٩ منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا خارج نمو النقود بمعناها الواسع (النقد بمعناه الواسع بالعملة المحلية التغير ) ليبيا العراق إيران ليبيا العراق إيران Non-GCC Non-GCC MENAOE MENAOE المصادر: السلطات الوطنية وتقديرات خبراء صندوق النقد الدولي. :Non-GCC MENAOE البلدان المصدرة للنفط في منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا خارج. إىل أي مدى يمكن أن تتأثر البنوك يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى ببقاء أسعار النفط على مستوياتها املنخفضة مع وجود توقعات ببقاء أسعار النفط على مستوياتها املنخفضة ستظل هناك حتديات تفرضها البيئة االقتصادية التي تواجهها البنوك يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ومنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا. فالبنوك تستمد معظم دخلها من السوق احمللية ومن اإلقراض الذي تقدمه لألسر املعيشية والقطاع غير النفطي )الشكل البياين 4-6(. ويرجح بالتايل أن يؤدي حدوث تباطؤ أكثر حدة يف النشاط االقتصادي أن يزيد خماطر االئتمان. ويمكن أن تتعاظم هذه اخملاطر بسبب تركزات القروض القطاعية )القطاع العقاري وقطاع التشييد( والقروض املقدمة لفرادى املقترضين. ويف حالة تراجع أسعار النفط بدرجة أكبر يمكن أيضا أن يتباطأ نمو الودائع وتقل القروض املقدمة للقطاع اخلاص حتى إذا اعتدلت خماطر السيولة من خالل تسهيالت البنك املركزي. وتؤكد التحليالت االقتصادية القياسية التي أجريت على املستوى الي العالقة القوية بين أسعار النفط وأداء البنوك يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى. ورغم أن مدى توافر البيانات يقيد التحليل االقتصادي القياسي فإن التحليل يؤكد أن نمو إجمايل الناجت احمللي هو العامل األكثر تأثيرا على نمو القروض املتعثرة. وتؤثر أسعار النفط على القروض املتعثرة أساسا من خالل إجمايل الناجت احمللي ويف بعض احلاالت من خالل متغيرات اقتصادية أخرى مثل أسعار الصرف )دراسة.)Duma, 2015 ويحدث هذا التأثير مع فترات تأخير كبيرة ولكنه مستمر )دراسة Prasad, 2010.)Espinoza and 61

7 آفاق االقتصاد اإلقليمي: الشرق األوسط وآسيا الوسطى الشكل البياني ٦-٤ البنوك تستمد معظم دخلها محليا (الدخل من السوق المحلية مقابل الدخل من الا سواق الا جنبية من مجموع الدخل) الدخل من الا سواق الا جنبية بنوك البلدان غير الا عضاء في في منطقة الشرق الا وسط وشمال إفريقيا بنوك مجلس التعاون الخليجي الدخل من السوق المحلية بنوك منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ويف بلدان القوقاز وآسيا الوسطى تمثل أسعار الصرف عامال مهما من العوامل احملددة لنسبة القروض املتعثرة. وتمثل أسعار الفائدة عامال مهما بالنسبة جلورجيا يف حين يمثل التضخم عامال مهما لنسبة القروض املتعثرة يف أذربيجان. ويف طاجيكستان حيث يعتمد االقتصاد بدرجة كبيرة على تدفقات حتويالت العاملين من روسيا يفرض قطاع الشركات خماطر ائتمان أكبر من اخملاطر التي يفرضها قطاع األسر املعيشية رغم أن تراجع التحويالت له تاثير كبير على جودة األصول املصرفية. ويمكن أن تساعد حتويالت العاملين من روسيا على تفسير ديناميكية نمو إجمايل الناجت احمللي احلقيقي يف البلدان املعتمدة على هذه التحويالت مثل طاجيكستان. 8 ويف بعض النظم املصرفية يف بلدان منطقة الشرق االوسط وشمال افريقيا تمثل الروابط املالية اخلارجية قناة مهمة النتقال الصدمات. وعلى مستوى جملس التعاون اخلليجي نظرا ألن بنوك ال تشمل بنوك التجزئة فحسب وإنما بنوك اجلملة فإن التأثير اجلغرايف األوسع للمجموعة األخيرة من البنوك يحد من تأثير نمو إجمايل الناجت احمللي يف الداخل على القروض املتعثرة )دراسة Blotevogel and Sidahmed 2013(. ويف البلدان املستوردة للنفط يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا )( تؤثر التدفقات الرأسمالية الداخلة غالبا على جودة أصول البنوك مما يؤكد على أهمية الروابط املالية اخلارجية )دراسة Ariss, 2013.)Love and وتشير هذه النتائج إىل أنه على الرغم من تزايد اخملاطر على االستقرار حاليا بصورة اكثر وضوحا يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى بالدرجة األوىل فعلى األفق األطول قد ال تكون النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا يف مأمن كذلك. وتشير فترات التأخير واالستمرار التي تؤثر بها حاالت تباطؤ النشاط االقتصادي على خماطر االئتمان إىل أن التداعيات املالية الكلية من انخفاض أسعار النفط ربما مل تؤثر بشكل كامل بعد ومن احملتمل أن تتدهور جودة االئتمان بدرجة أكبر. بالنسبة للبنوك يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى زادت بدرجة أكبر احلساسية النخفاض أسعار النفط بسبب ضعف امليزانيات العمومية للبنوك واملقترضين واآلثار غير اخلطية للصدمات االقتصادية الكلية على البنوك وضعف االحتياطيات الوقائية الالزمة لتجاوز الصدمات ال سيما تخفيف حدة خماطر السيولة يف نظم البنوك املدولرة والثغرات يف األطر الرقابية. واستشرافا للمستقبل تواجه البنوك أيضا بيئة تشغيلية متزايدة التحديات ناشئة عن تباطؤ النشاط االقتصادي يف اقتصاداتها احمللية ولدى شركاء جتاريين رئيسيين مثل روسيا والصين. تنطلق النظم املصرفية يف بلدان جملس التعاون اخلليجي من مركز قوة بما يف ذلك يف سياسات السالمة االحترازية الكلية واإلشراف على البنوك إال أن استمرار فترة أسعار النفط املنخفضة يمكن أن يزيد من حدة اخملاطر على االستقرار املايل إذا تم تقليص االستثمار العام بصورة حادة أو إذا تراجعت أسعار العقارات. ومن املمكن أيضا أن حتدث آثار مرتدة سلبية من النظام املصريف على االقتصاد احلقيقي من خالل تراجع نمو االئتمان مع تشديد أوضاع السيولة نظرا ألن الودائع املتصلة بالنفط تمثل مصدرا رئيسيا لتمويل البنوك )الشكل البياين 1-6(. يف البلدان املصدرة للنفط غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا تتعاظم اخملاطر على النظم املصرفية نتيجة لهيمنة البنوك اململوكة للدولة املعتمدة على الودائع املتصلة بالنفط واملنكشفة للمؤسسات اململوكة للدولة )اجلزائر والعراق(. ومع تزايد ضغوط املالية العامة تتفاقم حدة هذه اخملاطر )العراق و(. ويف البلدان املستوردة للنفط يف منطقة شمال إفريقيا والشرق األوسط ) واألردن و( يمكن أن يؤثر تباطؤ النمو يف بلدان جملس التعاون اخلليجي على حتويالت العاملين يف اخلارج والودائع املصرفية مع حدوث تداعيات إىل أسواق االئتمان املصريف وأسواق النقد األجنبي. وستتزايد اخملاطر على االستقرار املصريف يف حال خضوع أسعار الصرف للضغوط بالنظر إىل وجود مستوى غير ضئيل من الدولرة. ٠ ٨٠ المصادر: البيانات المالية المدققة للبنوك. ملحوظة: تشمل بيانات عن أكبر بنكا من ١١ بلدا. ويرجح أن يعزى الدخل المحلي لبعض دول ( و) إلى الدخل من أنشطة في اقتصادات أخرى بمجلس التعاون 8 راجع دراسة (2015) Duma وتقرير (2015b) IMF ودراسة.Kryshko (2015) 62

8 6- كيف يمكن أن يؤثر تراجع أسعار النفط واستمرار مستواها املنخفض على النظم املصرفية يف منطقة MENA وCCA وتسلط اختبارات القدرة على حتمل الضغوط الضوء على تشابه الفروق بين النظم املصرفية يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز وآسيا الوسطى من حيث قدرة النظم املصرفية على الصمود ومن حيث تشتت اخملاطر على مستوى البنوك. وبوجه عام تشكل خماطر االئتمان أهم اخملاطر على النظم املصرفية على اإلطالق ال سيما يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى حيث تزداد حدتها نتيجة خملاطر أسعار الصرف وأسعار الفائدة وخماطر تركز القروض. وتشير برامج تقييم القطاع املايل لكل من أذربيجان وجورجيا وكازاخستان 9 وطاجيكستان وسيناريوهات اختبارات القدرة على حتمل الضغوط التي أجرتها السلطات الية )جمهورية قيرغيزستان( إىل أنه يف حين تبدي البنوك إجماال قدرة على الصمود أمام الصدمات فإن حدوث صدمات معاكسة يمكن أن يترك عددا منها برؤوس أموال غير كافية. وهناك أيضا خماطر التمويل املتصلة بالدولرة ويف بعض احلاالت االعتماد على ودائع غير املقيمين. ويف املقابل فإن اختبارات القدرة على حتمل الضغوط التي أجريت خالل مشاورات املادة الرابعة واالختبارات التي أجرتها السلطات الية يف بلدان جملس التعاون اخلليجي ) و و و واإلمارات( تشير إىل أن وجود احتياطيات كبيرة من رأس املال وانخفاض نسب القروض املتعثرة يوفران وقاية كبيرة وإن كانت هناك بعض البنوك املعرضة خملاطر الصدمات احلادة يف حالة حدوث تطورات معاكسة. وبوجه عام تبين االختبارات أن إعادة الرسملة املطلوبة هي أعلى يف بلدان منطقة القوقاز وآسيا الوسطى منها يف بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا. 10 وإىل جانب التأثير املباشر الواقع على االستقرار املايل يمكن أن يؤدي بقاء أسعار النفط على مستويات منخفضة إىل آثار مرتدة سلبية بين القطاع املصريف واالقتصاد يف كل من منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ومنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا. ويوفر العجز املتزايد يف املاليات العامة املمول من خالل سندات حكومية حملية يتم ترجيحها بأوزان ية 9 بالنسبة لكازاخستان تم تحديث تقييمات المخاطر المالية الكلية في إطار مشاورات المادة الرابعة التي أجريت مؤخرا. 10 لم تستكمل بعد اختبارات القدرة على تحمل الضغوط للبلدان غير األعضاء في في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا إال أن تحليل البيانات الفية المتاحة يشير إلى أن البنوك يمكن أن تكون معرضة لمخاطر االئتمان والسيولة وقد تحتاج الى إعادة رسملة كبيرة. ويمكن أيضا أن تزداد الخصوم االحتمالية في المالية العامة في البلدان التي تشيع فيها البنوك المملوكة للدولة. وتواجه البلدان ذات االنكشافات الحكومية الكبيرة مخاطر سيادية وهناك مبالغة في تقدير احتياطيات رؤوس أموالها بسبب استخدام أوزان ية لترجيح مخاطر السندات الحكومية. للمخاطر فرصا استثمارية للبنوك ويمكن أن يكون له أثر إيجابي على رؤوس أموالها. ولكن يف البلدان التي تنخفض فيها االحتياطيات التي تفوق املستويات احملددة بموجب القواعد التنظيمية يمكن أن يؤدي إقتناء البنوك للسندات احلكومية إىل مزاحمة القطاع اخلاص ويعجل وتيرة التباطؤ يف االئتمان مع زيادة عزوف البنوك عن اإلقدام على خماطر االئتمان نظرا لتباطؤ النشاط االقتصادي. كيف يمكن أن تساعد السياسات على احلد من خماطر االستقرار املايل تمثل السياسات االقتصادية الكلية السليمة وزيادة اليقظة الرقابية عنصرين أساسيين للحد من خماطر عدم االستقرار املايل يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ومنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا. ويؤثر انخفاض أسعار النفط على االستقرار املايل من خالل قنوات أبرزها تأثيره على االقتصاد ككل ولذلك تساعد السياسات االقتصادية الكلية املنشئة للنمو على تعزيز االستقرار املايل. وينبغي تكميل هذه السياسة بتعزيز الرقابة على خماطر االئتمان والسيولة واملالءة وبإجراء اختبارات منتظمة للقدرة على حتمل الضغوط. وينبغي سد فجوات البيانات لضمان فعالية الرقابة ويتعين تعزيز تدابير السالمة االحترازية وينبغي حتسين التأهب للتعامل مع إعسار البنوك. وينبغي جتنب التساهل يف تنفيذ شروط القروض وينبغي الطلب إىل املساهمين أن يوفروا رؤوس أموال إضافية حيثما تكون هناك حاجة إليه. وبالنظر إىل الفروق املهمة يف مواطن الضعف املايل يف بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وبلدان منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ينبغي تفصيل أولويات السياسات بحيث تالئم الظروف الية احملددة. يف منطقة القوقاز وآسيا الوسطى توجد ضرورة بالغة للحد من الدولرة وتعزيز أطر السالمة االحترازية وأطر إدارة األزمات. وينبغي أن يكون هذان التدبيران مصحوبين بخطوات ملعاجلة اإلقراض املوجه وحتسين حوكمة الشركات. ويتطلب احلد من الدولرة التصدي ألسبابها اجلذرية أي حتسين مصداقية السياسات وتطوير األسواق املالية باإلضافة إىل التفريق بين رؤوس األموال اإللزامية يف حاالت اإلقراض ملقترضين يفتقرون إىل تغطية انكشافاتهم )دراسة Naceur, Ben.)Hosny, and Hadjian 2015 ولتجنب التساهل يف تنفيذ شروط القروض ينبغي رصد خمصصات كافية للقروض املعاد هيكلتها وفرض حدود على املراكز املفتوحة بالنقد األجنبي. وينبغي إغالق الفجوات يف البيانات لتيسير حتليل اخملاطر املالية الكلية. 63

9 آفاق االقتصاد اإلقليمي: الشرق األوسط وآسيا الوسطى يف جملس التعاون اخلليجي توجد مبررات لالهتمام باآلثار املترتبة على السيولة من جراء انخفاض أسعار النفط وبالتأثير املتباين لتباطؤ النمو على البنوك اإلسالمية والتقليدية. ويمكن أن يساعد التنسيق بين البنك املركزي واحلكومة يف مسألة تمويل العجز احلكومي على احلد من صدمات السيولة احملتملة. ومن شأن إصدار سندات حكومية حملية أن يوفر فرصا استثمارية تعويضية للبنوك يف حالة تباطؤ االقتصاد ويمكن أن يساعد التوازن يف تكوين اإلصدار بين السندات التقليدية والصكوك على حتقيق املنافسة العادلة بين البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية. وتشير انكشافات البنوك الكبيرة للعقارات إىل ضرورة وضع مقاييس يمكنها أن ترصد بشمول أكبر اخملاطر التي يواجهها القطاع العقاري وأن تيسر تنفيذ سياسات السالمة االحترازية الكلية. وينبغي أيضا توسيع نطاق أدوات السالمة االحترازية الكلية لتعزيز قدرة البنوك على الصمود ال سيما أمام خماطر الدورة االقتصادية )دراسة others, 2014.)Arvai and يف البلدان املصدرة للنفط غير األعضاء يف جملس التعاون اخلليجي يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا تشمل األولويات تعزيز أطر السالمة االحترازية وحوكمة الشركات واحلد من مزاحمة القطاع اخلاص. وهناك ضرورة ملحة لبدء تطبيق سياسات السالمة االحترازية الكلية وأطر إدارة األزمات وتعزيز التنظيم والرقابة من أجل ضمان السالمة االحترازية اجلزئية وحتسين حوكمة الشركات لكل من البنوك واملؤسسات اململوكة للدولة وسد فجوات كبيرة يف البيانات. يف البلدان املستوردة للنفط يف منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا توجد ضرورة للجمع بين السياسات االقتصادية الكلية والتدابير الرقابية وذلك للحد من اخملاطر التي تهدد االستقرار. وعلى وجه اخلصوص توجد حاجة إىل التصدي ملكامن اخلطر املتصلة بالدولرة واالنكشافات للدين احلكومي وضعف جودة األصول وأوجه القصور يف أطر السالمة االحترازية. 64